الأحد, أغسطس 3, 2025
26.1 C
Amman

رحلة نجاح من طالبة في الجامعة الأردنية إلى “بروفيسورة” في أم الجامعات

وكالة الجامعة الإخبارية

لقاء خاص أجرته وكالة الجامعة الإخبارية – الزميلة فرح دحنوس مع الأستاذة الدكتورة ياسمين مراد.

تجسد الدكتورة ياسمين مفهوم الشخص الناجح الذي يتجاوز العقبات بإرادته لتحقيق الإنجازات، فترتبط رحلة الدكتورة ياسمين بقطاع غزة بقصة صمود وإصرار. وتحدثت بكل صدق عن تجربتها الشخصية والمأساة التي يمرّ بها أهلها وأحباؤها في ظل الظروف الصعبة في القطاع. ويظهر هنا كيف للألم أن يلهم ويحرك الإنسان لتحقيق النجاح والتميز كما ذكرت.

ففي ساحة العلم والتكنولوجيا تتلألأ نجوم قليلة تمتزج في سماء الإبداع، ومن بينها تبرز الدكتورة ياسمين مراد بشكل باهر كنجمة منفردة في سماء الهندسة المدنية. تظهر الدكتورة ياسمين كمثال حي على كيفية تحدي الظروف وتحويلها إلى فرص للنجاح. وكما وصفت نفسها بكونها “إنتاج الجامعة الأردنية”، مشيدة بمكانة الجامعة الأردنية والفخر الذي تشعر به في رحلتها كطالبة وأستاذة فيها.

في بدايتها كطالبة، كانت الدكتورة ياسمين تعيش أيام الجامعة بشغف وتفوق. مشيرةً إلى أنها استمدت من تلك الفترة إلهامها وطاقتها الإيجابية. إذ تم اختيارها للإيفاد لإكمال الدراسات العليا في بريطانيا بفضل تميزها الأكاديمي في Imperial College London، حيث حصلت على شهادة الدكتوراة من هناك. وبينت كيف أن الجامعة الأردنية كانت نقطة البداية التي ساعدتها في الوصول إلى هذا الإنجاز، من خلال توفير فرصة الإيفاد الدراسي.

ومن خلال تجربتها الدراسية في بريطانيا تشدد الدكتورة ياسمين على أن النظام البريطاني يركز على تطوير المهارات البحثية وتحفيز الطلبة ليصبحوا باحثين مستقلين. فبمجرد عودتها إلى الجامعة الأردنية كأستاذ مساعد، قررت الدكتورة ياسمين إدخال عناصر البحث العلمي في المساقات التدريسية. مؤكدة أن الاهتمام بموضوعات البحث العلمي الحديثة وتوجيه الطلبة نحو التكنولوجيا المتقدمة يعزز قدراتهم ويجعلهم مستعدين لتحديات المستقبل.إذ يعتمد توجيهها للطلاب على التفاعل الإيجابي والتعاون. وتسعى دائمًا لتقديم تجارب تعلم إيجابية وتحفيزية للطلبة من خلال تقديم المحاضرات واستضافة ضيوف من ذوي الخبرة والإختصاص.

قدمت  الدكتورة ياسمين مراد العديد من المشاريع والأبحاث التي أثرت بشكل كبير على مجالها وساهمت في رفع مستوى الجامعة الأردنية في التصنيفات العالمية. فإن اهتمام الدكتورة ياسمين بمشاركتها في المؤتمرات الدولية ونشر أبحاثها في المجلات الرصينة ساهم في رفع مكانة الجامعة الأردنية على الساحة الدولية. وتأكيداً على أهمية التطوير المستمر، فإن البحث العلمي والتكنولوجيا هما محوران رئيسيان في رحلة التطور الأكاديمي.

و أشادت الدكتورة ياسمين مراد في الارتقاء بمستوى الجامعة الأردنية على الساحة العلمية العالمية بجهود الدكتور نذير عبيدات – رئيس الجامعة الأردنية و على مدى التفهم والاستماع الفعّال الذي تجده عندما تطرح أي قضية أو مشكلة معه ، كما تُظهر الدكتورة ياسمين تقديرها للجهود البارزة للدكتور نذير في مجالات البحث العلمي وتصنيف الجامعة.

من بين المشاريع الملهمة التي قادتها الدكتورة ياسمين، تتجلى أهمية الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في مشاريعها البحثية. إذ اجتهدت في فهم كيف يمكن أن يسهم التقدم في هذه المجالات في حل المشكلات الحديثة.

ومن خلال مشاركة الدكتورة ياسمين الطلبة مشاريعهم، تحمل الدكتورة ياسمين روح الإلهام والدعم، فتحرص على تشجيع الطلبة على تقديم مشاريعهم البحثية بشكل يسهم في تطوير مهاراتهم ويمنحهم الفرصة لتكوين خبرات عملية قيمة.

إذ أكدت الدكتورة ياسمين على أهمية التعلم المستمر والابتكار في مجال البحث العلمي. فمن خلال تجاربها، توجه رسالة إلى الطلبة بأنه يمكنهم تحقيق النجاح بالتفاني والعمل الجاد.

وفي حديثها عن علاقتها مع أعضاء هيئة التدريس، تسلط الدكتورة ياسمين مراد الضوء على التجربة الفريدة للطلبة كزملاء لأساتذتهم في الكلية وكيف يسهم ذلك في تحسين البيئة الجامعية وتعزيز التواصل بين الأجيال الطلابية والهيئة التدريسية. مشيرة إلى العلاقة الإيجابية التي بنتها مع أساتذتها، ومنهم الدكتور غالب صويص الذي يتمتع بشعبية ومحبة واسعة من طلابه.

كما وضحت الدكتورة ياسمين أن انخفاض الإقبال على تخصص الهندسة المدنية في الفترة الأخيرة يمكن أن يرجع إلى التقدم التكنولوجي وتغيُّر الواقع الاقتصادي. وتشير إلى أن بعض الوظائف في هذا المجال قد انخرطت في التكنولوجيا، مما يؤدي إلى تغيير الطلب على بعض التخصصات التقليدية كما تؤكد الدكتورة ياسمين على الحاجة الماسة إلى تحديث الخطة الدراسية في تخصص الهندسة المدنية ف الجامعة الأردنية لتواكب التكنولوجيا الحديثة.

ومن خلال حديثها، تظهر الدكتورة ياسمين مراد إشادتها بالتحول الإيجابي الذي طرأ على مشاركة الطلبة في الأنشطة الجامعية. معبرةً عن سعادتها بالتفاعل الإيجابي والمسؤول للكتل والأفرقة الطلابية حيث أصبحوا ينشرون الإيجابية ويدافعون عن حقوقهم كأداة يستخدمها الله في الأرض للدفاع عن حقوق الطلبة ويكونوا صوتًا لهم.

ففي عالم متسارع التقدم، تظل قصة الدكتورة ياسمين أنموذجًا للعطاء ومدّ جسور التواصل والتعاون بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.

ويذكر أن الأستاذة الدكتورة ياسمين مراد هي من أفضل 2% من الباحثين على مستوى العالم وحاصلة على جائزة الباحثة المتميزة في مجال الهندسة الإنشائية، وقد حصلت الدكتورة ياسمين مراد على ترقية إلى رتبة بروفيسور في الجامعة الأردنية بعد تقدمها للترقية بسبعة أضعاف النقاط المطلوبة ب 110 نقطة.