الأحد, أغسطس 3, 2025
30.1 C
Amman

القرعان: أدوار مشتركة في تنمية المجتمع منبعها الجامعات

وكالة الجامعة الإخبارية / همام ياسين

يعد الدكتور سلطان القرعان من أعضاء الهيئة التدريسية المميزين في جامعة الحسين بن طلال وفي تخصص العلوم السياسية على وجه الخصوص، والدكتور سلطان القرعان ابن لواء الطيبة في عروس الشمال إربد، ويحمل درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية في مصر، خاض تجربة العمل الإداري في مؤسسات المجتمع المدني، وفي بداية المسيرة التعليمية للقرعان، بدأ العمل أستاذًا متفرعًا في جامعة اليرموك ثم في عام 2014 انتقل ليبدأ في جامعة الحسين بن طلال في معان رحلة تعليمية جديدة ومازالت مستمرة حتى الآن وترقى في الدرجات التعليمية حتى مؤخرًا نال رتبة أستاذ دكتور في مجال العلوم السياسية.
وعن جامعة الحسين بن طلال تحدث الدكتور القرعان عن الجامعة والتي تعد جامعة حديثة مقارنة بعديد من الجامعات الأردنية، وفي الحقيقة لا تختلف من حيث البيئة الجامعة اختلاف كبير عن باقي الجامعات مما يجعلها مميزة بشيء فريد، لكنها أيضاً لبت الحداثة المطلوبة منها وتعد صاحبة دور كبير في تنمية محافظة معان وتطوير الحركة الاقتصادية فيها ولعبت دور مهم في مجالات الثقافة والسياسة والتنمية المستدامة، ويوضح أن هناك فرق كبير في ثقافة المجتمع في معان، فهناك فروقات ملموسة إذا أردنا مقارنتها قيل تأسيس الجامعة وحالياً، وبالتأكيد أن المجتمع الطلابي مختلف متنوع بطبيعة الحال في جامعة تضم طلاب المملكة من مختلف المحافظات والمناطق والأفكار والثقافات، ويذكر أن الفيصل في قياس التميز بين الطلاب هو التحصيل العلمي بالرغم من وجود بعض النشاطات اللامنهجية.
وفي تفاعل الطلاب داخل الجامعة مع المنحى السياسي ومستوى الثقافة السياسية لديهم فهي مرتبطة بثقافة المجتمع بشكل قوي، ويؤكد الدكتور القرعان أن الأصل في الجامعة أن تغبر وتؤثر إيجاباً على مستوى وتنوع الثقافة السياسية لدى الطالب وهذا يتطلب عمل بجهد وتخطيط كبير وأجيال متعاقبة تؤمن بالتغيير، وبالطبع هناك تغيير أحدثته الجامعة طبيعة وجودها لكن الثقافة السياسية مازالت بنمطها التقليدي في أذهان وسلوكيات الشياب والمجتمع فمازال نظام الفزعة مسيطر على الفهم والمشاركة السياسية والتي ترتبط بطبيعة المجتمع والمفروض أن المشاركة السياسية تدل على الوعي والتطور في المجتمع، لكن ما نلمسه في مجتمعنا الأردني أن المشاركة السياسية عالية لكن يشوبها النمط التي سارت عليه هذه المشاركة على مر السنين، وبين الدكتور سلطان القرعان أشكال المشاركة السياسية والتي تتكون من الفعالية السياسية، والكفاءة السياسية، والأخيرة حاضرة في مجتمعنا والدليل هو وجود مستوى عالي من الحضور بالوجود أو التصويت لكن لا وجود لفعالية سياسية بل هي متدنية واقعياً، ويشير إلى أن الشباب في هذه الحالة لا يعلم مدى عظم دوره وضرورة توجيهه للبناء والفاعلية في المجتمع.
ويؤكد الدكتور القرعان على أهمية دور المناهج التعليمية في رفع مستوى الفاعلية السياسية عبر التعليم والتنشئة، إلا أنها تواجه تحديات إما مادية أو على مستوى الأفراد، وعلى سيبيل المثال لا الحصر ذكرنا مادة التربية الوطنية للطلبة الجامعيين، والتي أصبحت بعيدة عن تأدية رسالتها في زرع روح المواطنة عند الطالب وجعله يمارس المواطنة عبر نشاطات لا منهجية بقف في وجهها عائق الأعداد الكبيرة داخل الشُعب أثناء التعليم الوجاهي، والأعداد التي تزيد عن المائة في المحاضرات عن بعد، وفي هذه المادة في التحديد لا يعتبر التحصيل العلمي والعلامة هي المقياس لأخلاق المواطن تجاه وطنه وممتلكاته.
وفي حديثنا عن الثقافة السياسية عند الطالب الجامعي يشير الدكتور سلطان بأن علينا معرفة أنماط المشاركة السياسية وهما نمطان الأول متكامل (ديموقراطي) والآخر مفتت (تقليدي)، وعند الاسقاط على الحالة الشبابية والطلابية التي ترتبط بثقافة المجتمع، نجدها أقرب إلى النمط المفتت والذي يمكن تعريفه بأنه الحالة التي تكون توجهات الشاب فيها سلبية ولا تخدم المصلحة العامة ولا يعي فيها الشاب حقيقة دوره في بناء وطنه وبالتالي نحن نفتقد إلى النمط المتكامل في الثقافة السياسية ونجده عندما تكون الديموقراطية هي المهيمنة على الساحة، حينها ستتغير وجهة نظر الشاب والطالب عن دوره وكيفية خدمة وطنه.
يضيف الدكتور القرعان بأن النمط العشائري وسلوكيات نابعة عن قصور في الفهم لدى الشباب الجامعي؛ أثرت على النتاج السياسي في المملكة، ويكرر بالتأكيد نحن لسنا ضد العشيرة فهي المكون الأساسي للمجتمع الأردني وهي الأصل ولا يمكن التنكر للأصل، لكنها تركت أثرا سلبيا لمس على أرض الواقع في تكوين مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب التي تنتظر دورها لتؤدي مهامها في خدمة المجتمع وتنميته.
والتي نرى أن الصورة عن الأحزاب ما رال يشوبها شيء من التخوف نتيجة للحوادث التي أثرت على الذاكرة الجمعية والتصور عن دور الأحزاب، وبيّن الدكتور سلطان أهمية النظر لعين الوعي لما ذكره جلالة الملك في الأوراق النقاشية عندما وضح الأدوار المطلوبة لنهضة الديموقراطية، ووزع الأدوار على الملكية، الحكومة، الأحزاب والمواطن؛ ويرى الدكتور أن الملكية والحكومة قامتا بدورهما وما زال هناك استمرار في تطوير هذا الدور عن طريق الدعم وصياغة التشريعات التي تدعن المسيرة الديموقراطية، وأن الدور القادم والمفصلي يقع على عاتق الأحزاب والمواطن في كسر الحواجز والوصول للمواطن لناء ثقة معه واهتمامها بالمسائل الداخلية وتقديم الجهد للإصلاح والتطوير على الساحة الداخلية لخدمة الوطن والمواطن، وترك المظاهر السلبية من ثقافات سلبية كالواسطة والتعصب والتي مازالت تقف أمام التطور خلف ظهورنا وتمكين سيادة القانون، ويكون النجاح عندما يتم علاج أسباب تعثر الأحزاب والتطور لبناء المجتمع وتأدية دورها، وعندما تكون المؤسسية حاضرة في الأحزاب إذا ما أرادت أن تكون صاحبة دور في المجتمع.
وفي الختام يرى الدكتور سلطان القرعان أن القادم يكون أجمل إذا استطعنا أن نقوم بأدوارنا كل على حداً وأدوارنا مجتمعة بعضها مع بعض، وأن يكون أردن كما أي دولة متقدمة تحت هدف الأردن أولا.