الأحد, أغسطس 3, 2025
30.1 C
Amman

جامعة الحسين بن طلال ٢٥ عامًا في الساحة العلمية الأردنية

وكالة الجامعة الإخبارية

بقلم همام ياسين

تحتفل جامعة الحسين بن طلال في هذه الأيام باليوبيل الفضي لها، فهي أول صرح علمي تأسس في عهد الملك المعزز حفظه الله ، والتي تحمل اسم أغلى الرجال باني مسيرة التعليم في هذا البلد.
جهود استمرت على مدار الخمسة وعشرين عاماً الماضية، حتى ترقى هذه الجامعة لتكون على المستوى الذي يصاحب التطور التكنولوجي والحضاري للقرن الواحد والعشرين، فكانت بوابة تنمية اقتصادية وخدمية لمحافظة معان واتضحت آثارها على المجتمع المحلي.
ترى الغالبية العظمى من الطلاب الجامعيين ويشاركهم الرأي أعضاء من الهيئة التدريسية؛ الانحدار في دور تنمية الفكر للطالب، فلم يكن وجود الجامعات لغرض التلقين وقضاء أربع سنوات والتخرج بشهادة البكالوريوس فقط وانما لبناء جيل قادر على حماية وتطوير الدول، إن الجو التي توجده الجامعة بإدارتها لخلق تفاعل إيجابي بين مكوناتها وبالتالي تحقيق هدف تنمية المجتمع هو الأشد أهمية، وهنا يتم استفزاز الهمم والمهارات لدى الشاب والشابة وبالتالي يجدوا أهدافهم، ويعملوا على تحقيق ذاتهم ويسعوا لتطوير مهاراتهم وكل هذا من المفروض أن يكون برعاية منابر العلم في الوطن.
لا يعني بأن الجامعة تبعد عن العاصمة عمان ما يقارب الـ (210 كيلومتر) أن تكون منفى للطلبة، وتسجيلهم فيها سعياً منهم للحصول على منحة أو قرض لتكون دراستهم شبه مجانية، وأن تكون الغائبة في معظم الوقت عن فعاليات ونشاطات تقيمها جامعات أخرى لتطوير مهارات الطلاب وتحقيق معنى التشاركية، و ــ على سبيل المثال ــ عند السؤال عن غياب طلاب جامعة الحسين بن طلال عن أحد المؤتمرات المقامة في مجمع الملك الحسين للأعمال، والتي حضره الجامعيين من طلاب الجامعات جاراتها في الجنوب وباقي الجامعات كافة؛ وكان الرد من الجهة المنفذة للمؤتمر (تواصلنا معهم وما ردوا).
وعدم إشراك الطلاب بالأخص من التخصصات التقنية ومعرفتهم عن هكذا فرص يكون العامل الأساسي لإحداث فجوة ينبع عنها شعور لعدم انتماء للمكان وللأسف قد بانت ملامحها فعلا.
إن اهتمام الجامعة بالبيئة الداخلية لها ـ ولا أقصد الساحات والمباني وإن كانت المرافق تعاني ـ والقيام بنشاطات تعزز من تنمية المهارات عند الطلاب على مستوى الكليات كبطولات رياضية ومناظرات سياسية فكرية وإتاحة مجال للتعددية والأفكار المتنوعة ومناقشتها في جلسات حرة تغذي عقل الطالب وإيجاد مساحة للمسرح للرقي بالفكر، وابتكار مسابقات تجاري التقدم التقني الحالي………
عفواً؛ فالتقدم التقني ناهيك عن الكفاءة؛ فإنه يحتاج لشبكة انترنت قوية ذات جودة تلبي هذا الغرض ونفتقدها غالبا في جامعتنا الواقعة في صحراء معان.
حتى المكتبة المكان المخصص للدراسة والبحث تتحول لديوانيات في الصيف هربا من الحر إلى نعيم المكيف، ولا يوجد بها شبكة انترنت قوية تؤمن للطالب متابعته للمحاضرات أو بحثه عن موضوع معين.
في اليوم الذي كتبت فيه هذه السطور من المقال، وللصدفة تم تركيب الإضاءة اللازمة لكلية العلوم وقد تبين أن الرئيس سيزورها بعد عدة أيام لافتتاح المتحف الطبيعي بمناسبة يوبيل الجامعة وبعد أن أمضيت عامين من مسيرتي طالبا فيها في قسم الكيمياء، أدخل للكلية وأشبهها أنك تدخل إلى مشرحة بين المختبرات لقسمي الأحياء والفيزياء؛ ومن دون أي ترتيب مسبق صادفت في المصعد عميد الكلية ورأيت ابتسامه على وجهه أشبه بابتسامة تحقيق نصر في معركة، وليست فقط كلية العلوم التي تحتاج للاهتمام وهي من الأحدث بناءا في الحرم الجامعي.
حالة الركود في جامعة الحسين بن طلال أشبه ما تكون باضطراب نمائي أدى الى تأخر بمواكبة التطور المطلوب على عكس باقي الجامعات والتي تعاني من نشاط حركي متنوع في كل المجالات وعلى مختلف المستويات بدءا من الأكاديمي للرياضي فالسياسي والاجتماعي والديني، وبالتالي يأتي الدور الأساسي في التطوير على ركائز كالإرادة والوضع الاقتصادي والشفافية وتحييد سلوكيات هدامة كالواسطة والمحسوبية.
والعديد من طلبة الجامعة يعتبر أن الركائز هذه مفقودة في حرم جامعتنا.
كما هو معلوم لدى الجميع ان المكون الرئيسي للجامعة هو الطالب وإن لم تتمكن الجامعة من خدمته وتوفير حاجته فلن تستطيع بناء أجيال فتتولى جهة أخرى إعداد الفكر ونرى الآن أن مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تولت مهمة بلورة الفكر عند الشباب وهذا أكبر مؤشر لانحدار دور مؤسسات التعليم ومؤشر يدق ناقوس الخطر، وعلى عكس الماضي الذي كانت الجامعة تلعب فيه الدور الأكبر في بناء الفكر والتجربة والقادة….
فهل أصبحت العلاقة بين الزمن ودور الجامعة علاقة عكسية؟
انه من المؤكد ألا تتحمل الجامعة كامل المسؤولية، فالمرحلة السابقة لها لم تكن بهذا النجاح أيضا وكلنا أبناء مدارس الأردن ونعلم تحديات واجهتنا وعايشناها في مدارس الأردن الحكومية والخاصة والتي يعتمد عليها المستوى الثقافي والفكري للطالب في الجامعة.
وبعيداً عن الأمور المادية فلن نخوض في ذمة مواطنين استنادا لأقاويل واتهامات تسمعها على لسان رجل يرتاد المقاهي متهما بها حتى أقل موظف درجة موظف في دائرة حكومية.