الثلاثاء, أغسطس 12, 2025
35.1 C
Amman

مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنيّة يعرض لتاريخ عمان السياسيّ بمناسبة يوم المدينة.

وكالة الجامعة الإخبارية

استحضر رئيس الوزراء الأسبق  الدكتور عبد الرؤوف الروابدة لمحطّات مفصليّة من تاريخ مدينة عمّان العريق بالإنجازات، وأبرز المحطّات الجوهريّة التي شهدتها وكانت سببًا في رسم ملامح هُويّتها وتحديدها، معظِّمًا جهودَ أبنائها وساكنيها ودورَهم في صياغة التطوّر ومواكبة الحداثة واستشراف المستقبل.

جاء ذلك خلال ندوة استضافَه فيها مركزُ الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنيّة بعنوان: “عمّان ما بين الماضي والحاضر”، برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وبحضور عدد من نوّابه وعمدائه، ومدراء المراكز والوحدات، ونخبة من العلماء والمؤرِّخين التاريخيّين والأكاديميّين، وجمع من الطلبة، وذلك احتفاءً بيوم مدينة عمّان الذي تمّ اعتمادُه يوم 2 آذار من كلّ عام.

وقال الروابدة في مستهلّ حديثه: “إنّه من الصعب الحديث عن مدينة عمّان دون الحديث عن الوطن، خاصّةً أنّ هذه المدينة هي عاصمة هذا الوطن، وأضحتْ تختزلُ نصفَ الوطن فيها، وبالتالي فلا بدّ من ربط هذه المدينة بالوطن تاريخيًّا وسياسيًّا”.

وقدّم الروابدة عرضًا تفصيليًّا لتاريخ مدينة عمّان الذي يبلغ عمرُها بحسب المؤرِّخين (8) آلاف سنة، حيثُ بدايةُ سكن الإنسان فيها، وما عصف بها من هجرات وغزوات، مشيرًا إلى أنّ مدينة عمّان كانت مدخلَ العرب من اليمن والجزيرة العربية إلى بلاد الشام، حيث أوّلُ مكان يرونه في بلاد الشام كان جنوب الأردنّ.

وتابع الروابدة حديثَه قائلًا: “إنّ مدينة عمّان لم تعش يومًا بهويّة أردنيّة بل عاشت بهويّة عربيّة، على عكس جميع البلاد العربيّة التي أنشأتْ لها هويّاتٍ محليّةً، وجرت ترجمةُ هويّة عمّان العروبيّة بوسائل عديدة من بينها أنّ (15) رئيسَ حكومة في عهد الانتداب البريطانيّ لم يكن من بينهم ابن اردنيّة واحدة، وأنّ أوّل رئيس حكومة في الأردنّ من أمٍّ أردنيّة كان في عام  1956.

ومن الوسائل أيضًا التي أسهمت في الإبقاء على هويّة الأردنّ عروبيّةً، بحسب قول الروابدة، هي أنّ الأردنّ يلعب دومًا دورَ الشريك في القضيّة الفلسطينيّة، وفي كلّ الثورات وحركات النضال الفلسطينيّ.

وأكّد الروابدة ضرورةَ العمل في إنشاء هويّة وطنيّة أردنيّة جامِعة نعتزُّ بها، لنصنعَ منها وطنًا قويًّا نفاخر به بين باقي الأوطان، فالأردنّ وُجِد ليكونَ قاعدةً للعروبة.

وأكّدت مديرةُ مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الدكتورة ندى الروابدة، دورَ المركز الرياديّ في توثيق مسيرة الوطن، وإضاءة أدوار أهله من العلماء والمفكرين والسياسيّين والاقتصاديّين، وحفظ تراثه وتاريخه.

وقالت: “إنّ هذه الندوة جاءت احتفالًا بيوم مدينة عمّان الذي تمّ اعتمادُه يومَ 2 آذار من كلّ عام، يومًا لمدينة عمّان بعد إقرار مجلس الوزراء الأردنيّ بذلك بدايةَ عام 2021، فأضحتْ (عمّان) مدينةً عصريّةً بكلّ ما في الكلمة من معنى، وشكّلت عاصمةً للقلوب ومصدرَ اعتزاز، وجزءًا أساسيًّا من ذاكرتنا وتاريخنا وهويّتنا الوطنيّة.

وتابعت الروابدة قائلةً: “ستبقى عمّان المدينةَ التي تنبض حبًّا وتاريخًا ومستقبلًا، مدينةٌ تحتضن الجميعَ بأزقّتِها القديمة وناطحاتِ سحابها الحديثة، بكرم أهلها وبساطتهم، وبسحرها الذي لا يبهت أبدًا”.