الأحد, أغسطس 3, 2025
33.1 C
Amman

الدكتورة عايدة أبو تايه: يجب على الشباب تقدير مرحلة الجامعة والتحلي بأخلاقيات الطالب

وكالة الجامعة الإخبارية

أجرت وكالة الجامعة الإخبارية – همام ياسين لقاء مع الدكتورة عايدة أبو تايه من كلية العلوم التربوية في جامعة الحسين بن طلال، شاركتنا الدكتورة فيها الحديث عن حياتها العلمية والعملية وأبحاثها كونها دكتورة في علم الاجتماع، وكان معظم حديثنا عن النمط الفكري والسلوك الصحيح للطالب الجامع حسب ما ترى.
وتذكر الدكتورة عايدة أنها كانت محظوظة بمرحلة الدراسة الأساسية رغم كون المنطقة التي نشأت فيها في الجفر في معان من المناطق المهمشة تعليميًّا، إلا أن التعليم آنذاك كان يهتم بشخصية الطالب وبصقلها وتكوينها، ثم أكملت دراستها الجامعية بتخصص علم الاجتماع في الجامعة الأردنية وأكملت الماجستير بنفس الجامعة ولكن كان الجانب العملي والتطبيقي من التخصص هو العمل الاجتماعي.
وبالنسبة لدرجة الدكتوراه فقد نالتها في جامعة مؤتة، في علم الاجتماع وتخصص جريمة، وكانت رسالتها للدكتوراه حول الانحراف والضبط عند الشباب في البادية الجنوبية و القيم.
اهتمت الدكتورة بالجانب العملي كثيرًا وأولته جلّ اهتمامها لذلك بدأت عام 2008 مع مجموعة من زميلاتها على برنامج مشاريع المرأة والتي كانت مسؤولة فيه عن الشبكة النسوية والتي تتبع للإذاعة التنموية وهي إذاعة جامعة الحسين بن طلال والتي أشادت الدكتورة بأهميتها الكبيرة كونها أول إذاعة تُبث من خارج العاصمة عمان،وأثمر هذا المشروع ثمار خير حيث بدأت النساء من بعده بالعمل بالمهن غير التقليدية فأصبحن مراسلات تلفزيونيات وإذاعيات حيث حصد هذا المشروع جائزة في عام 2012 غير أنه ترك أثرًا ومنفعة كبيرة.
عملت الدكتورة أيًضا كباحثة في مجال التراث غير المادي في معان ووادي موسى وتحدثت عن أهمية حماية هذا التراث من خلال توثيقه خصوصًا بعد اعتراف اليونيسكو فيه كمعرفة تقليدية وثقافية.
حرصت الدكتورة من خلال هذا المشروع على توثيق الذاكرة الشفوية الموجودة عند كبار السن، عملت الدكتورة أيضًا كباحثة بعدة مجالات أخرى غير العملية فعملت مع الصندوق الأردني الهاشمي كباحثة وأجرت العديد من الأبحاث عن طُرق كسب العيش وتأثير الحركات النسوية على المجتمعات، ودرست سوق العمل عند اللاجئين وما يتعرضون له من مشاكل أو مصاعب في المصانع والمزارع على وجه الخصوص.
درست أبو تايه من خلال أبحاثها التعصب عند طلاب الجامعات والنظرة النمطية الذكورية للنساء وهذا ما نقلنا لمحورنا الآخر معها حيث طلبنا وجهة نظرها عن سبب هذه النظرة رغم وجود العديد من النساء ذوات الشأن في الأردن رغم كوننا في فترات مم الزمن واهتممنا بالنساء فكان لدينا نساء على مستوى من الوعي والثقافة ومجتمع لا يتعامل معهم بإقصاء، وهذا ما أكدته عليه أبو تايه وأشارت إلى أن السبب يكمن في قلة الوعي لدى شبابنا ونظرتهم الخاطئة عن المرأة وأنها على سبيل المثال أخذت مكانهم في سوق العمل وما إلى ذلك، وعزت الدكتورة التحدي هذا أيضًا للنساء فعلى حد قولها انه ورغم وجود نساء تعمل في مهن غير تقليدية إلا أن الاحصائيات لا زالت تقول أن النساء تفضل مهن كالتعليم والتي يراها المجتمع هي الأفضل والأنسب للمرأة وهذا خاطئ ويجب تصحيحه.
بدأت أبو تايه مسيرتها كمدرسة في عام 2017 وأكدت أهمية دور الجامعة في المجتمع وتنميته وأشارت إلى وجود فجوة في التعليم وخصوصًا في كليات العلوم الإنسانية فأشارت لوجوب تطور طرق البحث في قضايانا ومشاكلنا
إضافة للتطور في طرق طرحها للطلبة، فالطرق التقليدية كالتلقين أصبحت لا جدوى منها
والمعلومة الآن من السهل أخذها من أي مكان خصوصًا وأن الذكاء الاصطناعي سهّل ويسّر طرق البحث لذلك؛ على المعلم أن يخرج من تقليديته وتواضعه في طرح المعلومة ويجب أن يواكب التطور الحاصل.
تحدثت الدكتورة أنه لا يجب أن نضع كامل الحمل فوق الجامعة فكل مؤسسة تمر عليها فترات
صعود وهبوط وهذا الطبيعي والجامعة جامعة الحسين بدأت قوية وأخرجت العديد من المبدعين في مجالاتهم، ولكن المجتمع فالكل مسؤول عن العملية التعليمية ومخرجات هذه العملية من طاقات وكفاءات فتطويرها يقع على عاتق المدرسة بالبداية ثم المجتمع ككل بما في ذلك الجامعة.
أمّا عن رأيها بالطالب الجامعي في العصر الحالي فبينت أن هناك عدم وعي لدى الطالب فهو يأتي مستسلمًا بموضوع المنحة غير مدرك لكونها فرصة كبيرة لممارسة مواطنته على أرض الواقع وللتطور في مجاله ولتقديم كل ما يملك من جهد يسعى فيه لرد العرفان لمن قَدّم له هذه الفرصة.
ويجب عليه كطالب امتلاك خطة مدروسة وأخلاقيات الطالب الحقيقي، وهنا جاء سؤالنا التالي
ما هي أخلاقيات الطالب الجامعي الحقيقي وكيف يجب أن يكون الطالب؟
قالت الدكتورة بأن الطالب الجامعي يعد في مرحلة جداً مهمة من حياته ويدخل الطالب الجامعة وهو من المفترض أن يكون بحالة النضج لذلك يجب ألا تكون الجامعة عنده مجرد مرحلة آنية 4 سنوات وتنتهي بلا تقدم أو تطور يذكر، ولكن يجب أن تكون مرحلة تشكيل الوعي التام وتطوير الذات فالحرية والاستقلالية باختيار التخصص واختيار الجدول الجامعي ما هي إلا بداية للاستقلالية التامة ما بعد التخرج.
لذلك يجب أن يعمل الطالب على رفع كفاءته ويساعد نفسه بتكوين شخصيته وأفكاره من خلال بذل الجهد في التعلم الذاتي، فالجامعة توفر فرص ذهبية بالأنشطة والنقاش بالقضايا العامة والتبادل الثقافي لذلك يجب على الطالب استغلال هذه الفرص والعمل على ذاته من خلالها، أيضًا يجب على الطالب عدم إهمال أي مادة من مواده بالجامعة وخصوصًا المتطلبات الجامعية والتي يستسهل فيها أغلب الطلبة وهذا التفكير خاطىء فهذه المواد هي التي تساهم في رفع كفاءة الطالب وزيادة
قدرته على التفكير.
الحياة الجامعية هي نقطة مفصلية في حياة الطالب، ولكن نأسف لأنهم لا يدركون معنى ذلك.
خلال الحوارات عند الطلبة التى نراها، نجدها جرداء من القضايا الحقيقة، إذا لا هي بالمجتمعيّة أو الوطنيّة أو حتّى طلابيّة.
إذ تخلو هذه التجمّعات من الكلام ذي القيمة العلميّة والثّقافية، علاوة عن ذلك فهناك مجموعات صغيرة من الطلبة يتغيّبون عن أشكال الإلتزام بالمواطنة والقيم الاخلاقية، خلال عمليّة التعلم وهذا ليس على سبيل الحصر .

إن دور المؤسسات الأكاديمّة الأوّل هو التغيير الاجتماعيّ والثقافيّ، الذي يشمل بناء الوعي وتغيير الاتجاهات، ما يثمر عنه تخرج شباب واعٍ وقائد، وهذا يتزامن مع الخطّة التطويريّة في تسيير العمليّة الأكاديميّة بشكل يوائم مع التغيير المجتمعيّ والعالميّ، وهذا يطبّق على كافّة الأصعدة، الأكاديميّة، التخصّصة والعمليّة منها، على أن تكون لا تلقينيّة البتّة .

كما ندعوا الطلبة لاطلاق العنان لفكرهم وكسر قيود الملل التي تدعوه للعزوف عن التّغيير الحقيقيّ، فمؤسفٌ أنّنا نعيش حالة من الرّكود في وجهات النّظر، وذلك كلّه نتاج تقصير المدرّسين والإداريّين، ولكن لا يجب على الطالب أن يقف مكتوف الأيدي لإنتظار الفرص الحكوميّة منها والخاصّة، بل أن يجعل الفرصة تولد من داخله، ومن هنا ندعوا الطالب للتطوّع في أيّ مستوى يحب، فهو بمثابة تربة خصبة لمهاراته ومزاياه، سرعان ما تنموا حتى تصبح فرصة لا تقدّر بثمن .

ملل العمليّة التعليمية هو حصاد أخطاء تربويّة، بالمقابل الأفكار التي تطرح من قبل الطلبة إما أن تنال القبول أو الرّفض، وإن نالت القبول فإجراءاتها معقّدة بعض الشيء وإن نالت الرّفض فإن ذلك يعزو إلى عدّة أسباب، منها الإمكانات الماديّة، أو انها ليست من ضمن الاهتمامات أو حتى رفضها دون سبب، لأن الجميع لا يريد الخروج من منطقة الراحة، لأن الموظّف لديه ثقافة سلبيّة عن العمل بدل من أن تكون منتجة، ومؤسف أن يمر ثمانِ ساعات من العمل دون إنتاج، فتتوالى الأيام والأشهر والسنوات دون حصادٍ يذكر، ما ينتج عنه تراجع في الموارد البشرية للمؤسسة، فيكون الموظّف هدّام لبيئته ووطنه.
وذكرت الدكتورة أن مشاركة الطالب في الأندية الطلّابية، يجب أن تكون متزامنة مع قدرته على إدارة الوقت وتنظيم الجهد، ومنبعثة من فكره السوي ورغبته في المصلحة العامة للطلبة ومجتمع الجامعة حتى يكون على جاهزية عاليّة في إبداء الرأي وصنع القرار والتّغيير.