السبت, يونيو 21, 2025
32.1 C
Amman

الشياب يتوسّم مستقبلًا واعدًا للأردنية وطلبتها

وكالة الجامعة الإخبارية

بمكانها البارز في مشهد التعليم العالي الأردني، تضطلع الجامعة الأردنية بمسؤولية كبيرة نحو تشكيل وتوجيه تجربة تعليمية غنية ومثرية لطلبتها وتعتبر الأنشطة الطلابية والحزبية فيها جزءًا لا يتجزأ من تجربتهم الجامعية. وفي هذا السياق، أجرت وكالة الجامعة الإخبارية – الزميلة فرح دحنوس لقاءً مع عميد شؤون الطلبة، الأستاذ الدكتور صفوان الشياب، لاستكشاف رؤاه وتحليلاته حول واقع الجامعة ومستقبلها.

كان الشياب حريصًا على وضع خطط محددة وأهداف واضحة، لكنه سرعان ما تعلم أن الحياة لا تسير دومًا وفقًا للخطط المحددة. ومع ذلك، عمل بجدية على تحقيق أحلامه من خلال الفرص التي توفرت له والظروف التي خلقها بنفسه. إذ درس الشياب البكالوريوس في جامعة العلوم والتكنولوجيا وحصل لتميزه على منحة دراسية من مركز الطاقة الأمريكية لمواصلة دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد إتمام دراسته للدكتوراه في مجال الطاقة، والتي استغرقت ثلاث سنوات، حصل الشياب على درجة الامتياز. وبعد انتهاء دراسته، كانت الفرص متاحة أمامه في العديد من الشركات والمؤسسات في الولايات المتحدة، لكنه شعر بالرغبة القوية في العودة إلى بلده وتقديم الخدمة لمجتمعه.

كانت بداية عمل الشياب في الجامعة الأردنية مختلفة ومحفوفة بالتحديات، خاصة لارتباطه ببلده اربد وثقافته هناك، فكانت عمّان تعني له أكثر من مجرد مكان للعيش؛ فهي تمثل الوجهة المثالية لتحقيق خططه المستقبلية، لكن عندما دخل أروقة الجامعة الأردنية، شعر بالحنين والأمن، فكان ترحيبها ودفؤها يشبهان الحضن الدافئ، فإنها أم الجامعات، التي اعتبرها الشياب بيته الثاني، فالتساؤلات والتخوفات تلاشت تمامًا بمجرد أن دخل حرم الجامعة. فقد تحولت كل هذه الشكوك إلى ثقة بأنه في المكان المناسب، واعتبرها واحدة من أهم المحطات في حياتي. إذ يرى الشياب الجامعة الأردنية مصدر إلهام للشباب الطامحين، سواء كانوا يدرسون أو يعملون فيها. فهي فتوفر لهم البيئة المثالية لتحقيق الأحلام والتطوير.

وفي حديثه عن الجامعة الأردنية تطرق الشياب إلى التطورات التي شهدتها الجامعة في فترة رئاسة معالي الدكتور نذير عبيدات مثمنًا جهوه، ولفت إلى أن عبيدات ليس مجرد قامة علمية معترف بها، بل هو أيضًا رمز للتفاني والإخلاص في العمل. ولقد كان له دور بارز في تطوير الجامعة، فهو يمتلك طاقة هائلة في العمل والقدرة على إدارة الجامعة بكفاءة عالية. فتطوير الجامعة الأردنية يعكس التزام الإدارة بتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز الأكاديمي، وهذا دليل على رؤية الجامعة لتقديم مساهمة فعّالة في تطوير المجتمع وخدمة الوطن.

كما شهدت الجامعة تطورات جذرية، خاصة فيما يتعلق بتطوير البرامج الدراسية، بما يتماشى مع متطلبات العصر واحتياجات سوق العمل. وقد تم تحديث العديد من البرامج الجديدة وتعديل العديد من البرامج القائمة، بهدف تزويد الطلبة بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات المعاصرة. كما تمكنت الجامعة الأردنية من تحقيق نقلة نوعية في عملية التعليم والتعلم، ليكون طلبة الأردنية مجهزين بالعلم والمعرفة اللازمين، وجاهزين لمواجهة التحديات والتميز في مختلف المجالات.

في الفترة الأخيرة، شهدت الجامعة الأردنية تحولات هامة وتطورات ملموسة، تجاوزت حدود الجامعة وأثرت على مسارات التعليم العالمي. واشتملت هذه التطورات الاعتماد الدولي، والابتعاث، والتعاقد مع عدد كبير من الأساتذة الفخريين العالميين الذين يتمتعون بسمعة دولية وتصنيفات عالية في مجال تخصصهم. وبذلك تم تحفيز بيئة التعلم والبحث في الجامعة، وتوفير فرص جديدة للتعلم من خبراتهم. وبفضل هذه الجهود، أصبحت الأردنية تسعى بثقة نحو تحقيق تصنيف عالمي مميز، مما يعكس رؤية الجامعة للتميز والتفوق الأكاديمي.

وأشار إلى أن الأردنية أصبحت مركزًا متميزًا للتعليم والبحث على المستوى العالمي، ومحطة هامة لاجتذاب الكفاءات العالمية إلى أروقتها. وبذلك تأكدت الجامعة من أنها على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها ورؤيتها الاستراتيجية. ومن بين هذه الجهود، تم تحديث القاعات الصفية والمدرجات لتتناسب مع متطلبات التعليم الحديث، إذ تم تطوير أكثر من 300 قاعة صفية، بالإضافة إلى المدرجات، لتجهيزها بأحدث التقنيات والمعدات التعليمية، كما تم التركيز أيضًا على تحسين المرافق الصحية داخل الجامعة، وتطوير البنية التحتية لتلبية احتياجات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بشكل أفضل.

وخلال حديث الشياب عن عمله “عميدًا لشؤون الطلبة” فأكد على تميز الأردنية بالنشاطات الطلابية المتنوعة والحيوية، والتي تشكل جزءًا مهمًا من التجربة الطلابية. فبفضل وجود العديد من القوائم الطلابية، يتمكن الطلبة من المشاركة في مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات التي تعكس اهتماماتهم وتوجهاتهم السياسية والثقافية.

إذ تتنوع النشاطات في الآونة الأخيرة بين الأنشطة السياسية والحزبية والاجتماعية، وتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية أيضًا. وبذلك يتمكن الطلبة من تعزيز مهاراتهم الاجتماعية والقيادية، وتوسيع آفاقهم الثقافية والتفاعل مع أفكار وآراء الآخرين.

وأشار إلى دور عمادة شؤون الطلبة وبالتعاون مع القوائم الطلابية في تنظيم العديد من الفعاليات والمبادرات التي تلقى إقبالًا كبيرًا وتسهم في تعزيز روح الجماعة والانتماء إلى الجامعة، وبالتالي، يُعَدُّ تنوع هذا التنوع مصدرًا هامًا لإثراء تجربة الطلبة الجامعية، وتعزيز التفاعل الثقافي والاجتماعي بين الطلبة، وتطوير القيم الأخلاقية والمواطنة الفاعلة.

وبيّن الشياب أن الجامعة الأردنية جاهزة لعودة الاتحادات الطلابية وتنظيم الانتخابات، حيث تقوم بالتحضيرات اللازمة لضمان سلامة وانتظام هذه العملية. فالجامعة وفريق العمل في العمادة قاموا بالتجهيزات للانتخابات المقبلة. إذ تعكف الجامعة وفرق العمل على تنظيم العملية الانتخابية بالتعاون مع الهيئة المستقلة للانتخاب ودوائر الجامعة، وتهيئة البنية التحتية اللازمة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية. بالإضافة إلى ذلك، تُقام دورات تدريبية ونشاطات توعوية لتعريف الطلبة بكيفية الاقتراع والمشاركة الفعّالة في العملية الانتخابية.

وتطرق الشياب في حديثه إلى الحياة الحزبية في الجامعة، إذ أكد على أنها تعد جزءًا من السياق السياسي في الأردن، وتمتد جذورها لعقود من الزمان. إذ تتميز الأحزاب بتنوع نشاطها داخل الجامعات، حيث يقوم بعض الطلبة بتمثيل هذه الأحزاب والمشاركة في أنشطتها وفعالياتها. فمعظم الأنشطة الحزبية داخل الجامعات تتمحور حول القضايا السياسية والاجتماعية، وتهدف إلى تعزيز وعي الطلبة وتحفيزهم على المشاركة الفعّالة في الحياة السياسية والاجتماعية.

مع ذلك بيّن الشياب أن هناك حاجة إلى توجيه الأنشطة الحزبية بشكل يتوافق مع رسالة الجامعة وأهدافها التعليمية والبحثية. إذ يجب أن يكون التركيز على تطوير البرامج وحل المشكلات التي تواجه الجامعة والطلبة والمجتمع بشكل عام، بدلاً من التركيز الحصري على النشاطات السياسية. موضحًا أن الهدف الرئيسي للجامعة هو تقديم تعليم عالي الجودة وتطوير البحث العلمي، وعلى الأحزاب أن تلعب دورًا بناءً في تحقيق هذا الهدف وخدمة المجتمع بشكل شامل ومتوازن.

وشدد على أنه ينبغي للأحزاب الطلابية أن تكون شريكًا في عملية تحسين الجامعة وخدمة المجتمع، وذلك من خلال تقديم مقترحات وحلول للقضايا الهامة مثل التعليم والطاقة والبيئة. فعلى الأحزاب أن تسعى إلى تحقيق التوازن بين النشاطات الحزبية والمشاركة في العملية التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع.