
وكالة الجامعة الإخبارية
إن العطاء والتفاني في خدمة الإنسانية يتجسد في مسيرة الأستاذة الدكتورة عالية الغويري، من قسم العلاج الطبيعي في الجامعة الأردنية، التي ألقت الضوء على مسيرتها العلمية والإنسانية في لقاء خاص مع وكالة الجامعة الإخبارية – الزميلة فرح دحنوس.
بدأت رحلة الغويري في عالم العلاج الطبيعي منذ سنوات دراستها الجامعية الأولى في الجامعة الأردنية، حيث اختارت هذا التخصص بسبب طبيعته الإنسانية البعيدة عن الأدوية، فتميزت فيه وكانت من أوائل دفعتها حيث حصلت على منحة للدراسات العليا في جامعة بيتسبيرغ في الولايات المتحدة الأمريكية. إذ تمحورت رسالة الغويري في مرحلة الدكتوراة حول العلاج الطبيعي لمشاكل “الدوخة وفقدان التوازن”، لأنه مجال نادر في الأردن والوطن العربي عمومًا كما ذكرت.
من خلال تجربتها العلمية والتدريبية في أفضل المراكز التابعة لجامعة بيتسبيرغ، نمت معرفة الغويري ومهاراتها في مجال العلاج الطبيعي، مما جعلها تعود إلى الوطن محملة بالخبرات والمعرفة اللازمة لتحسين ممارسة هذا المجال في الأردن، فسرعان ما عادت للوطن قبل أن تتسلم شهادة الدكتوراة أو تحضر حفل تخرجها لتباشر أعمالها في الجامعة الأردنية.
عملت الغويري حين تسلمها رئاسة قسم العلاج الطبيعي في الجامعة على تغيير الخطة الدراسية لتخصص العلاج الطبيعي، لتلائم المتطلبات العالمية والحصول على الاعتمادية الدولية، وبذلت جهودًا كبيرة لمواكبة التطورات والتحديات التي تواجه هذا المجال، ولا تزال الغويري تحاول مواكبة التغييرات والتطورات في الخطة الدراسية للتخصص، حيث بدأوا الآن بدراسة إدخال الذكاء الاصطناعي على التخصص.
وأعربت الغويري عن فخرها بـ 13 عامًا أمضتها في ربوع الجامعة الأردنية، حيث لم تكن مدرسة فقط، بل رأت أن رسالتها أعمق وأشمل من المادة التي تدرسها. آمنت بكونها تربوية تصنع طلابًا قادرين على القيادة والتميز في كافة الأصعدة.
وعلى الصعيد الشخصي أيضًا، كانت الغويري مهتمة في مجال العمل التطوعي، وظهر ذلك جليًّا في مشاركتها في مبادرات مع ذوي الاحتياجات الخاصة مثل “أمك في قلبك” و “من عمان نبدأ” . وتعمل الغويري في مبادرة “قصي” منذ تأسيسها عام 2015 التي أطلقها سمو ولي العهد – الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتأهيل معالجين رياضيين على كفاءة عالية لعلاج الإصابات الرياضية، وشددت على أهمية هذه المبادرة وتأهيل المعالجين الطبيعيين الرياضيين لتفادي المضاعفات التي قد تحصل بسبب الإصابات غير المعالجة بشكل صحيح. وأفادت بأن مبادرة “قصي” طورت بشكل كبير من كفاءات المعالجين الرياضيين، حيث أصبحت بطاقة “قصي” إلزامية لأي معالج رياضي يعمل في الاتحادات الرياضية. إذ تعاملت المبادرة مع عشرات الإصابات وعالجتها بنجاح، مما جعل العلاج الرياضي الأردني متميزًا على مستوى الوطن العربي.
كما كانت الغويري مديرة دائرة الدعم الطلابي المسؤولة عن دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في الأردنية كذلك شغلت الغويري منصب مساعد عميد البحث العلمي في الجامعة، وعملت مع زملائها في مبادرة قصي على افتتاح اتحاد خاص بالعلاج الرياضي تحت مظلة اللجنة الأولمبية عام 2022، وإنشاء برنامج ماجستير في العلاج الرياضي في الجامعة الأردنية في العام ذاته.
نشرت الغويري أول أبحاثها عام 2011 كجزء من رسالة الدكتوراة التي قدمتها. بعد ذلك، انطلقت في مسيرتها في الأبحاث العلمية، وكانت رؤيتها تقوم على الأبحاث التطبيقية أكثر من النظرية؛ لتحقيق أقصى درجات الاستفادة. كذلك قامت بترجمة وتحكيم العديد من أدوات القياس من اللغة الإنجليزية للعربية واستثمرتها في أبحاثها، وكانت مصدر فائدة للعديد من الباحثين وأخصائي العلاج الطبيعي في الوطن العربي كاملاً.
ودرست الغويري في أبحاثها العديد من الحالات المرضية في مجال الدوخة وفقدان التوازن الذي اختصت به، وبحثت في مجال هشاشة العظام لكبار السن وفقدانهم للتوازن، كما درست حالات مرضى التصلب اللويحي و أوصت الأطباء بتحويل المرضى للعلاج الطبيعي حال تشخيصهم بالمرض لحمايتهم من العديد من المضاعفات التي تؤثر على جودة حياتهم ان تأخروا عنالعلاج الطبيعي.
كما أشادت الغويري بمركز الخلايا الجذعية في الجامعة الأردنية وتعاملهم مع حالات التصلب اللويحي، وقدمت اقتراحًا بتوحيد جهودها البحثية مع المركز لعمل أبحاث لدراسة جدوى خدمات العلاج الطبيعي مع زراعة الخلايا الجذعية لمرضى التصلب اللويحي وقد تم نشر بحثين في أفضل المجلات العالمية نتيجة هذا التعاون.
حصلت الغويري على العديد من الجوائز على أبحاثها، كان أبرزها جائزة من مؤتمر الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي في جنيف، World Confederation for Physical Therapy Outstanding Platform Presentation Award by an Early Career Researcher
فهذا النشاط البحثي للغويري جعلها أول دكتورة أردنية تترقى للأستاذية. وبذلك أصبحت الغويري أول بروفيسورة علاج طبيعي في الأردن.
كما تشجع الغويري طلبة الجامعات للانخراط في الأعمال التطوعية مما لها أثر إيجابي كبير على شخصية الطالب. وفي نهاية الحديث أعربت الغويري عن فخرها بالجامعة الأردنية وإنجازاتها المستمرة، ووجودها على لائحة أفضل الجامعات في العالم، وأكدت على سعيهم المستمر ككادر تعليمي لرفعة الجامعة بخبراتهم وأبحاثهم.