السبت, أغسطس 2, 2025
26.1 C
Amman

رحلة التخاينة الأكاديميّة: “رحلة نحو التميّز العلميّ”

وكالة الجامعة الإخبارية

لقاء أجرته وكالة الجامعة الإخبارية – الزميلة فرح دحنوس مع الدكتور عبدالرحمن التخاينة، نائب عميد كلية اللغات الأجنبية لشؤون الجودة والاعتماد في الجامعة الأردنية.

بدأت رحلة الدكتور عبدالرحمن التخاينة في بحور العلم والبحث منذ سنوات دراسته الجامعية الأولى في جامعة مؤتة. ومن ثم، انتقل التخاينة إلى المملكة المتحدة لمتابعة دراساته العليا وحصوله على درجة الماجستير من جامعة سالفورد في مانشستر، ثم الدكتوراة في جامعة نيوكاسل. لكن تمثلت الجامعة الأردنية في عيني التخاينة رمزًا للوطن ومركزًا للتميز الأكاديمي؛ فالأردنية لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية فحسب بالنسبة له بل كانت بمثابة منارة تضيء الطريق نحو تحقيق أحلامه العلمية والاجتماعية، فقد وجد فيها فرصًا للتواصل مع الزملاء والطلبة، ولنشر بحوثه ومساهماته العلمية، وهو ما جعله يشعر بأهمية خدمة بلده وتقديم كلّ ما لديه لرفعة الوطن والمجتمع.

بعد سنوات من الغربة والعمل خارج الأردن، اتخذ التخاينة قرار العودة إلى وطنه والانضمام إلى الكادر التدريسي في الجامعة الأردنية. وكما يقول، فإن الجامعة الأردنية ليست مجرد مؤسسة تعليمية بالنسبة له، بل هي جزء من هويته وذكرياته، ومساحة تجمعه بأحبائه وأصدقائه.

تمثلت مساهمة التخاينة في رفعة مكانة الجامعة الأردنية على ساحة التصنيفات العالمية من خلال مشاركته الفعّالة في نشر البحوث العلمية، وانطلاقًا من دوره كنائب عميد كلية اللغات الأجنبية لشؤون الجودة والاعتماد تمكّن التخاينة من تعزيز مستوى التعليم والبحث العلمي في الجامعة، وضمان جودة البرامج الأكاديمية وتحقيق المعايير الدولية للكلية على وجه الخصوص. وبفضل جهوده، حققت الجامعة تقدمًا ملحوظًا في مجالات الجودة والاعتماد، مما ساهم في تعزيز سمعتها ومكانتها على الصعيدين المحلي والدولي.كذلك لا يقتصر التخاينة على نشر البحوث بمفرده، بل يشارك طلبته من درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في هذه العملية ويشجعهم على المشاركة في كتابة الأبحاث ونشرها. ويقدم لهم الدعم والإرشاد اللازمين لتطوير قدراتهم ومهاراتهم في هذا المجال.

كما تحدث التخاينة حول التطورات التي طرأت على الجامعة الأردنية خلال فترة رئاسة معالي الدكتور نذير عبيدات، إذ أشار إلى مساهمته في تعزيز مكانة الجامعة وتحسين أدائها على المستوى الوطني والدولي؛ ومن بين هذه التطورات تحسين جودة التعليم والبحث، من خلال تطوير المناهج الدراسية وتحديث البرامج الأكاديمية وتعزيز البحث العلمي والابتكار. كما أشاد التخاينة بإجراء تحديثات وتطويرات شاملة في البنية التحتية للجامعة والمرافق الأكاديمية، بما في ذلك إنشاء مختبرات حديثة ومراكز بحثية متقدمة ومكتبات متطورة وبما شهدته الجامعة من تعزيز للتعاون الدولي وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية مع جامعات ومؤسسات عالمية، مما ساهم في تبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي.

وبيّن التخاينة أن هناك تحديات تواجه الجامعة الأردنية في طريقها نحو التطور والتحسين، ولكن الجهود المبذولة لجعل هذه التحديات فرصًا للتعلم والتطور تشكل جزءًا أساسيًا من روح العمل الإيجابية في الجامعة. ونوّه أن معالي رئيس الجامعة وأسرة الجامعة يعملون بجدية وتفانٍ لتحقيق رؤية طموحة للجامعة وللتعليم العالي في الأردن، وهم يستحقون كل التقدير والدعم في هذا المسار.

وخلال اللقاء أبدى التخاينة محبته وتقديره لزملائه في كلية اللغات الأجنبية إذ يعتبر الدكتور مروان الجراح – رئيس قسم اللغة الإنجليزية في الكلية- من أكثر الزملاء قربًا إليه، إذ عملا معًا في العديد من البحوث العلمية، كذلك أبدى محبته للدكتور شريف الغزو، والدكتور محمد نور السالم، والدكتور حسين الحوامدة الذين يعملون بجد على تعزيز مستوى التعليم في الكلية وتحقيق الأهداف المنشودة. كما أبدى التخاينة تقديره لعميد كلية اللغات الأجنبية في الأردنية الدكتور عدنان صمادي لما يبذله من جهود لرفعة الكلية وتحقيق التطور والتحسين.

يرى التخاينة الإقبال الكبير على تخصص اللغة الإنجليزية التطبيقية في الوقت الحاضر منطقي؛ لتميز خطة التخصص التي تتضمن عناصر متنوعة تمكّن الطلبة من اكتساب مهارات شاملة في اللغة الإنجليزية.

وفي حديثه حول استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في محاضراته بيّن التخاينة أنه يكمن الأثر الإيجابي في توفير الوقت، فضلاً عن تعزيز قدرتهم على التعلّم المستقل. فبفضل الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الإنترنت، يمكن للطلبة البحث عن المعلومات وتطوير مهاراتهم بشكل أفضل، وفي الوقت نفسه، يمكنهم التحقق من صحة المعلومات التي يتلقونها وتوجيههم بشكل صحيح.

كما يحرص التخاينة على تقديم ورشات عمل متنوعة تهدف إلى تطوير مهارات الطلبة وتأهيلهم لسوق العمل، وتوفير فرص للتعلّم والتفاعل مع الباحثين والمختصين في مجالات مختلفة وتكون قريبة من الواقع وتلبي احتياجات الطلبة والمجتمع المحلي. وذكر على سبيل المثال تقديم ورشات عمل حول اجتياز اختبار الآيلتس وتطوير مهارات البحث العلمي.

وبالنسبة لأداء القوائم الطلابية والكتل الطلابية في الجامعة الأردنية أشاد التخاينة بأدائهم الفعّال في دعم قضايا الطلبة وتنظيم الأنشطة والفعاليات. وبيّن أن الانشطة الطلابية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التواصل وبناء العلاقات بين الطلبة وتعزيز الانتماء الجامعي .ومع ذلك، قد يكون هناك بعض النقاط التي يمكن تحسينها، مثل التنويع في الأنشطة والفعاليات المقدمة لضمان جذب أكبر عدد ممكن من الطلبة وتلبية احتياجاتهم المختلفة. كما يجب أن يكون هناك تواصل وتعاون فعّال بين القوائم الطلابية والإدارة الجامعية لتحقيق أهداف مشتركة تلبي احتياجات الطلبة بشكل أفضل.

 وتطرّق التخاينة في حديثه إلى تجربته في العمل الطلابي إذ كان دومًا في الصفوف الأولى في كلّ ما يتعلق بالعمل الطلابي والمجتمعي، ففي جامعة مؤتة عام 2005 – 2006 كان التخاينة عضوًا في اتحاد الطلبة ومقرر كلية الآداب ورئيس لجنة المتابعات الداخلية والخارجية فيها. كذلك في جامعة نيوكاسل في مرحلة الدكتوراة كان التخاينة عضوًا في اتحاد الطلبة فيها على مدى 3 سنوات وفي حينها قد فاز بلقب أفضل ممثل للطلبة عام 2015.

يرى التخاينة أن الطلبة هم الجزء الأهم في المثلث الجامعي، فهم يمثلون رأس المال الحقيقي للجامعة، ولذلك فإن دعمهم وتشجيعهم يأتي في صدارة أولوياته. ويعتبر التخاينة قربه من الطلبة يأتي من رغبته في توجيههم ودعمهم سواء على المستوى الأكاديمي أو الشخصي. ويكمن في اعتقاده بأهمية دورهم في بناء مستقبل الأردن ومستقبل الجامعة.


وختم التخاينة حديثه برسالة إلى طلبته بقوله’  أنتم عماد المستقبل والأمل فيكم كبير في تطوير الأردن العظيم، فأنتم قادرون على تحويل التحديات إلى فرص بعزيمتكم وبالإرادة والتصميم’. وأكمل قائلًا: ‘لا تسمحوا لشيء أن يقلل من عزيمتكم؛ فلولا وجود التحديات التي واجهتها في حياتي لما وصلت إلى هذا المكان الذي كنت أحلم به’.