
وكالة الجامعة الإخبارية
قال فقهيون ومتخصصون إن حجم استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم الإسلامية لا يزال ضئيلا جدا مقارنة بالتطور المذهل الذي وصل إليه خبراء أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما يحتم على العلماء والباحثين في العلوم الإسلامية مواجهة هذا التحدي التكنولوجي والاستفادة منه في إطار منهجي منضبط، من خلال تطوير مشاريع تطبيقية وتصميم برامج تقنية في مجالات العلوم الإسلامية المختلفة، تحقيقا للتوازن بين الغابر والحاضر، وتدعيما لمبدأ انفتاح المعارف الإسلامية على مختلف العلوم والخبرات.
وأضافوا، خلال محاضرة نظمها قسم الفقه وأصوله في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، بأن العالم ينحو اليوم منحى متسارعا صوب رقمنة جميع مجالات الحياة الإنسانية المعاصرة، وأن الذكاء الاصطناعي يعد من أهم التقنيات التكنولوجية الحديثة ذات التأثير الشامل على مختلف الميادين، فقد أصبح يحاكي إلى حد كبير جدا الذكاء الإنساني، وأثبت كفاءته في مجالات متعددة.
وأوصوا بضورة بحث سبل توظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات العلوم الإسلامية، من خلال انفتاح العلوم الإسلامية على عالم الذكاء الاصطناعي في عصر الثورة الرقمية، ومد جسور التواصل بين الباحثين في العلوم الإسلامية والمتخصصين في أنظمة الذكاء الاصطناعي، من أجل تبادل الخبرات وتحقيق التكامل المعرفي، وضبط الإشكاليات الفقهية والأخلاقية المتعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكدوا أن الحاجة ملحة لأن يقوم المتخصصون في العلوم الإسلامية بتمحيص النظر في العلاقات المتعددة بين العلوم الإسلامية، تجديدا لذلك التكامل المعرفي بين فروعها مهما تباينت، وبحثا عن النسق الفاعل بين التخصصات المتنوعة، والانفتاح على مختلف فروع المعرفة ذات الصلة، والوقوف عمليا على أهمية التكوين الموسوعي في المتعاملين مع الفتوى، مؤكدين ضرورة الانفتاح على مختلف التخصصات، من أجل الوصول إلى التصور الصحيح للمسائل الفقهية، والعلاج المناسب للمشكلات.
ولفتوا إلى أن التحديات المعاصرة تقتضي أن تكون الفتوى الشرعية حاضرة ومسدّدة ومحصنة للأفراد والمجتمعات من كل ما يسيء إليها، ودافعة في الوقت نفسه إلى مزيد من الارتقاء والفعالية.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة من الانشطة التي تعكف كلية الشريعة على عقدها، سيعا إلى توسيع مدارك الطلبة والباحثين واطلاعهم على آخر المستجدات العلمية والفقهية.